سلسلــــة ▪▪[[[ الـــــــــــــــروح ]]] ▪▪
الإكسيــــر التاســــع 《 الـــروح والانتقـــال الآنــــي 》
الجزء ( ١ )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد نبيه و آله وسلم تسليما ..
مقدمة :
بعد أن بينت في الأكاسير السابقة ماهية ومكان الروح ومكامن الطاقة وخيوطها المتصلة بالروح ...
أبين لكم الآن كيفية الانتقال الآني والذي يعتمد بشكل أساسي على شدة ونورية [ الروح ] واتصالها بروح العالم والعرش والوحي ( الإيحاء ) ..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
¤ الانتقال الآني ..
▪ هو أنتقال المادة من مكان لأخر دون وسيلة موصلة بين المكانين في زمن يقصر عن الإنتقال بالوسيلة ..
ويكاد الزمن في هذا الإنتقال أن يكون معدوماً ...
فهو يختصر الزمان بين المكانين إلى أقصى حد ممكن .. ومن المعلوم بإن الزمان له وجود إعتباري وليس حقيقي وإنه ينتج من ارتباطه بالوجود المكاني ويتحدان في ماهية واحدة زمكانية ..
¤لذا فإن وجد المكان وجد الزمان وليس بالضرورة أن يكون العكس .
▪ فالانتقال الآني : هو إنتقال مكاني والذي يتطلب معرفة التركيب الذرى للمادة المنتقلة وإعادة تجميعها في المكان الذي تنتقل إليه ..
مما يتطلب فك الأواصر الرابطة لتلك الذرات وانتقالها بنفس السرعة والكينونية .. وهذا يتطلب معرفة أبعاد المادة المنتقلة .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
وهذا الأمر لكي يتحقق يتطلب ما يلي :
▪١- بقاء نفس الذرات المنتقلة أثناء الإنتقال دون زيادة أو نقصان وإلا تعرضت تلك المادة إلى خلل في الشكل والحجم .
▪٢- أن يكون هنالك فراغ حقيقي بين المكانين للمادة المنتقلة وإلا اُحتمل الزيادة والنقصان أثناء الإنتقال ولا يبعد ان تتصادم ذرات المنتقل مع الذرات المتواجدة بين المكانين
( الفراغ ) .
▪٣-أن يكون هنالك قوة دفع للذرات في المكان الأول وقوة جذب لها في المكان الثاني .
▪٤-أن يكون المكان الأول بعد الانتقال هو فراغ حقيقي لخلوه من ذرات المنتقل أثناء لحظة إنتقاله وكذلك أن يكون هنالك فراغ حقيقي أيضا في المكان الثاني للمنتقل والا احتمل الزيادة في عدد الذرات للمادة المنتقلة فيزداد حجم المنتقل .
▪٥-أن يكون المنتقل له القدرة الذاتية على تفتيت ذراته في المكان الأول وتجميعها بعينها في المكان الثاني إن كان المنتقل ذو إدراك .. وأن تكون هنالك قوة خارجية تفتت الذرات وتجمعها بعينها دون زيادة أو نقصان إن كانت المادة المنتقلة غير مدركة .. وهذا يتطلب أن يكون المسبب لهذا النقل حكيم خبير في عدد الذرات للمادة المنتقلة ومحيط بها وبمواضعها.
▪٦-ان تكون تلك القوة ليست مادة والا اقتضى الأمر الزيادة في عدد الذرات .. الا ان ترجع تلك الذرات لهذا الحكيم بعد الانتقال .
▪٧- أن لا تفقد تلك الذرات جزءا من خواصها أثناء الإنتقال والا كانت المادة المنتقلة في المكان الثاني فاقدة لتلك الخواص فيحتمل تغير مواضع الذرات عن مواضعها السابقة .
▪٨-ان تكون تلك الذرات للمادة المنتقلة ذات قوة فائقة لا يؤثر فيها الإنتقال بسرعة الإنتقال .
إن تحقق وجود وثبوت تلك النقاط جاز الإنتقال الفيزيائي العلمي ..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
▪ نعم هنالك إنتقال آني فيزيائي وهنالك إنتقال آني خارج منظومة الفيزياء والذي أسميته الإنتقال النوري .
ولكي اقرب لكم الصورة لتزداد وضوحاً إلتفتوا لهاتين الآيتين اللتين تصفان الإنتقال الفيزيائي والإنتقال النوري ..
{ بسم الله الرحمن الرحيم }
قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ..
¤هذه الآية تتحدث عن نقل عرش ملكة سبأ وجلبه لسليمان النبي .. إذ إنه طلب منهم أن يأتوا بعرشها لسببين
الأول لتبيان احقية الذي عنده علم من الكتاب وهو صاحب الانتقال النوري .. على العفريت الذي هو من الجن وصاحب الإنتقال الفيزيائي ..
▪إذ قال :
قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ .
فقال العفريت ..
▪قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ...
وانتم تعلمون بإنني قد أولت لكم سورة الجن وانهم الجهة المعادية للقائم في النظرة التأويلية المستقبلية .. ولذا اكمل لكم تأويلها بتأويل صفة العفريت ..
نعم العفريت هي صفة تطلق على علماء الجن ..
ولذا قال عفريت من الجن اي عالم من علماء الجن يتصف بالبراعة وعلى ما اعتقد بإنه عالم فيزيائي متفوق على أقرانه لذلك قال لسليمان ..
¤أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ
وأعطى نفسه صفة الَقَوِيٌّ أَمِينٌ ..
اي انا قوي وأمين على الإتيان بهذا العرش .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
▪ اي انه متمكن من نقل العرش آنياً ولكن يحتاج إلى زمن لنقله .. وهذا الزمن عبر عنه ب ( قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ ) .
وإن كان وصف نفسه بالقوي الأمين ..
فإنه بإشارة خفية يشير على أنه ذو قوة علمية ويكتم للأمانة العلمية .. اي انه توصل إلى النقل الآني وبشكل سري ..
☆ ففي اواخر عام ١٩٩٢ وبشكل سري دخل الإنتقال الآني الفيزيائي إلى العالم النظري وحقل التجارب التطبيقية على يد الفيزيائي تشارليز بينيت مع عدد من المختصين والباحثين بالفيزياء التطبيقية ..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
☆وفي بداية عام ١٩٩٨ قام فريق من المختصين بتنفيذ الفكرة فعليا وإخراجها من الفرضيات .. في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (Caltech) .. بنقل فوتون واحد لمسافة متر واحد فقط لمادة
قاموا بالتعرف الدقيق على تركيبتها الذرية ...
▪والفوتون بحسب التعريف بصفته جسيم ينقل الضوء
... فالضوء ينتقل بسرعة عبر الفراغ .. يرمز له بالحرف ( c ) وقيمته بدقة 299,792,458 متر لكل ثانية .
▪وبعد التجربة ثبت لهم بأن هنالك ٣ فوتونات ..
الاول للمكان الاول والثاني للفراغ والثالث للمكان الثاني اي ان ما يحدث فعليا بالإنتقال الآني هو إعادة خلق وتركيب المادة في المكان الثاني مع تدمير الأصل في المكان الأول وليس نقل الجسم بذاته ..
¤ وبمعنى أدق ان الفوتون الأول يفنى علميا.. لذا استخدموا ثلاثة فوتونات في التجربة العلمية ..
☆بمعنى آخر إن الفوتون الثالث للمكان الثاني هو نسخة طبق الاصل للفوتون الأول .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
▪ استمرت تلك التجارب في هذا المجال إلى أن تمكن الباحثون عام ٢٠٠٢ من نقل شعاع من الليزر نقلا آنياً أما آخر تجربة ناجحة أجريت عام ٢٠٠٦ في معهد نيلز بوهر في الدانمارك حيث قام الباحثون بنقل معلومات مخزونة على شعاع الليزر إلى مجموعة من الذرات ..
وهذا ما يسمى النقل الضومادي.. اي نقل المعلومات من الضوء الى المادة .
هذا بالنسبة إلى نقل المعلومات ..
¤أما عن نقل الأنسان بنفس الطريقة فمن المؤكد أن لا يبقى حيا لإرتباط الروح وتواجدها في القلب المعنوي للعقل المعنوي في منتصف العين الثالثة عند التقاء النصفين الأيمن والأيسر للدماغ ..
فإن فنيت في المكان الأول كما حدث مع الفوتون الأول للمكان الاول لم تخلق غيرها ..
☆ وإن لم تفنى ستكون هنالك نسخة ثانية عنها ... وهذا هو النسخ الروحي للإنتقال الآني الفيزيائي .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
▪وهنا يتبادر لكم هذا السؤال : ما المحذور من عملية نسخ الروح إن كان العلم قادر على أن يستنسخ البدن ؟
هل يمكن نقل صوره الذهنية آنياً دون فقدانها ؟
أنا لا زلت اتكلم من الناحية العلمية الفيزيائية ..
▪▪▪وهنا أسأل : هل تنطبق تلك الفيزياء على الروح أيضاً بعد أن ثبتنا فيما سبق بإن الروح هي ( الذرة المستديرة ) اي انها نوعاً ما تحمل نفس صفات الذرات ..!
الجواب نعم ..
إذ إن الذرة المستديرة ( الروح ) أو النفس الإلهية .. متكونة من نواة و ١٤ غلاف ..
هذا الأمر لا يمكن تصديقه بكل تأكيد ..؟
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
نعم الحق معكم .. ولكن إن دققتم فيما ذكرت وربطتم الجانب العلمي والروحي سيسهل عليكم فهم الأمر .
نعم ...
■ الروح متكونة من نواة اسميتها ( ف ) و ١٣ غلاف فيكون مجموع النواة والاغلفة ١٤ لمن فهم اللطائف .
نرجع لنكمل هذا المطلب ...
نأتي لبيان وتأويل الآية الأخرى..
قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ ...
هذه الآية تشير إلى الإنتقال الثاني وهو :
[ ( الإنتقال الآني النوري ) ] ..
¤من منكم لم يطلع على إن الشخص المقصود في هذه الآية هو ( آصف بن برخيا ) واسمه بالعبرية ( بنياهو) ..
ولكن كيف أتى بالعرش ؟
▪جاء عن الإمام الباقر منه السلام ..
¤¤: إن اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا وكان عند ( آصف منها حرف واحد ) فتكلم به ( فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده ) ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ..
ونحن عندنا من الإسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا وحرف عند الله تبارك وتعالى استأثر به في علم الغيب .. أنتهى
▪ وعن الإمام الهادي منه السلام قال:
الذي عنده علم من الكتاب آصف بن برخيان .. ولم يعجز سليمان عليه السلام عن معرفة ما عرقه آصف..
لكنه أحب أن يعرف الجن والأنس مقامه ..
وأنه الحجة من بعده .. وذلك من علم سليمان عليه السلام أودعه آصف بأمر الله تعالى ..
ففهمه الله تعالى ذلك ...
لئلا يختلف في امامته ودلالته ..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
▪ ناخذ محل الشاهد في هذه الرواية الكريمة الأولى ...
حرف واحد من أسم الله الأعظم عند آصف ... تكلم به فخسف بالارض (( ما بينه وبين العرش )) الذي سماه الإمام الباقر منه السلام سرير .. حتى تناول السرير بيده ثم عادت الارض كما كانت ( اسرع من طرفة عين ) ... !
الشاهد (( ما بينه وبين العرش )) اي السرير ..
اي
¤المكان الأول الذي هو فيه ...
¤المكان الثاني مكان العرش ...
¤المكان الثالث .. الارض بينهما ...
ما الذي يتبادر إلى اذهانكم... ؟
☆ هل انتقل آصف من مكانه الأول إلى مكانه الثاني الذي هو مكان العرش لبلقيس ؟
ام ان المكانين اجتمعا في مكان واحد وتفرقا مرة أخرى؟
▪▪الجواب .. آصف لم ينتقل آنياً ولم يحتج إلى زمان للإنتقال وأتيان العرش ... كلا بل إن مكان العرش أتى إليه بحرف واحد من الاسم الأعظم .. وهو ليس حرف من حروف الابجد ..
بل حرف نوري لا يلفظ بلفظ بل بالصفو والإصطفاء ومعرفة المعنى ..
فتكلم ... فأنخسفت الارض وتناول العرش ..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
▪اي بمعنى اوضح ... آصف في مكانه والسرير في مكانه وهنالك مكان ثالث يفصل بينهما والزمن متعلق به ...
فرفع ذللك المكان الثالث الذي يقع بينهما فأصبح كلا المكانين مكان واحد .. أي أنه لا توجد أي إنتقالة آنية نورية .
هذا الأمر شبيه بنظرية إلبرت إنشتاين
النظرية النسبية العامة هي نظرية التجاذب الملاحظ بين الكتل الذي ينتج من خلاله من انحناء الزمكان وطيه الذي تحدثه هذه الكتل ...
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
كأجتماع نقطتين مرسومتين على ورقة تمثلان مكانين بوضع إحداها على الأخرى بطي تلك الورقة .. كذلك ما حدث لآصف ..
▪نعم {{ إلبرت إنشتاين }} اخذ نظريته من القرآن .
☆ وهنا ....
¤سؤال أوجهه لنفسي .. هل توجد آية تثبت الإنتقال الآني النوري إن كانت هذه الآية لا تثبت ..؟
▪الجواب .. نعم
هنالك آية واضحة جداً لمن علم اللطائف .. وتلك الآية تصف الإنتقال الآني النوري ..
قال تعالى:
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ..
☆ هل التفتم لها ؟
نعم ( أسرى ) هو الإنتقال الآني النوري .. لإن الإنتقال الآني يحدث بين مكانين على وجه الأرض ..
أما إن كان المكان الأول على الارض والمكان الثاني في السماء فلا يتم الإنتقال الآني بينهما بل هنالك شيء آخر يطوي الزمان وهو ...
[( المنافذ الدودية أو بوابات الزمان )] هذه المصطلحات علمية .. أما المصطلح النوري لوصف هذه الحالة يسمى
العروج ...
▪بمعنى آخر...
الإسراء هو الإنتقال الآني النوري بين مكانين في الارض
واما العروج فهو الانتقال الآني النوري ما بين الارض والسماء .. عبر البوابات الزمنية ..كما يحدث مع الملائكة ...
قال تعالى : تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
وساتناول مبحث البوابات الزمنية في منشور لاحق دفعاً للإطالة .
هذا
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد نبيه و آله وسلم تسليما .
خادم آل الله
(سر الأسرار الإلهية)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اطرحوا تعليقاتكم و نحن في خدمتكم